الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

بالأسماء والثروات.. التاريخ السري لأصحاب القنوات التي أشعلت الفتنة في مصر


أثار القرار الذي اتخذته وزارة الاعلام بوقف بث 4 قنوات فضائية دينية هي «الحافظ» و«الصحة والجمال» و «الناس» و«الخليجية» ردود فعل متباينة بين الأوساط الاعلامية والسياسية وبدأت التساؤلات عن مصادر تلك القنوات التي استطاعت خلال فترة وجيزة للغاية تحقيق نجاح منقطع النظير.


الحديث عن إغلاق القنوات تطرق الي مالكيها وبدأ التطرق الي تاريخ هؤلاء والمهن التي كانوا يمتهنونها قبل تأسيس قنواتهم للتعرف علي الخلفية التي جاءوا منها ودخلوا من خلالها الي عالم الاعلام الديني.


ويعتبرعاطف عبدالرشيد رئيس قناتي «الحافظ» و»الصحة والجمال» واحدا من أهم أصحاب القنوات الفضائية الدينية، عبدالرشيد كان يعمل قبل دخوله في مجال تأسيس القنوات الفضائية في مجال دور النشر وكان مديرا لاحدي دور النشر المعروفة بشركة (أطفالنا للنشر) ثم بعد ذلك استطاع من خلال علاقته بعدد من رجال الأعمال السعوديين تأسيس قناة الناس الفضائية ورأس القناة في بداية ظهورها قبل أن يؤسسس قناتيه ويصبح مالكا لهما فيما بعد.


وقد حقق عبدالرشيد جماهيرية لا بأس بها من خلال استضافته لعدد من كبار مشايخ السلفية علي قناة الناس في بداياتها الأولي قبل أن يغادرها هؤلاء من أمثال الشيخ محمد حسان والشيخ أبو اسحاق الحويني والشيخ محمد حسين يعقوب وذاع صيت عبدالرشيد في تلك الفترة خصوصا في الأرياف والمناطق الشعبية التي يواظب أهاليها علي مشاهدة القنوات الدينية بشكل مستمر.


أما نبيل بدر صاحب قناة البدر الفضائية التي تم إغلاقها مؤخرا فهو رجل أعمال أردني الجنسية أسس قناته قبل عامين وحققت القناة تواجدا معقولا بين القنوات بالرغم من ضعف الامكانات المادية للقناة ، بدر يرفض تصنيف قناته علي أنها قناة دينية ويؤكد أنها قناة عامة تقدم كل أنواع البرامج الدينية وغير الدينية.


قناة الناس يملكها رجل الأعمال السعودي.


أما منصور بن كدسة صاحب قناتي الناس والخليجية فهو رجل أعمال سعودي معروف ، وبدأت قناة الناس بثها في يناير 2006 بإمكانيات متواضعة علي المستوي المادي والفني، وكانت تقدم الأغاني والفقرات المسلية بالإضافة إلي برامج تفسير الأحلام، وأشياء عن الجن والحسد وعرض حفلات الزفاف، وبعض المرشحين في الانتخابات التشريعية المصرية الأخيرة، وكذلك إعلانات طلب الزواج.


إلا أن كل هذا الزخم لم يصل بقناة الناس إلي كل الناس، مما جعل القائمين علي القناة يفكرون بشكل آخر، فاتخذت القناة شعارا يلهب قلب المشاهد وهو «شاشة تأخذك إلي الجنة».


وتعاقدت القناة مع عدد من مشايخ السلفية مثل الشيخ محمد حسان خريج الإعلام، والشيخ محمد حسين يعقوب خريج مدرسة المعلمين، والشيخ أبو إسحاق الحويني خريج الألسن، والشيخ محمود المصري خريج الخدمة الاجتماعية، وغيرهم ممن جذب الكثيرين من المشاهدين لمتابعة القناة، بل أصبحت قناة الناس القناة الفضائية الأولي من بين القنوات الإسلامية التي يتابعها الجمهور.


أصحاب القنوات كان لهم رأي آخر في غلق قنواتهم فقد أكد الدكتور عاطف عبدالرشيد، رئيس قناتي «الحافظ» و»الصحة والجمال»، التابعتين لشركة «البراهين»، أنه فوجئ بقطع الإرسال دون سابق إنذار، مشيراً إلي أن أحداً لم يعترض من قبل علي سياسة القناتين، أو يطلب وقف برنامج معين.


وأضاف "حتي الآن لا أعرف سبب ما حدث، واتصلت بالمسئولين لمعرفة سبب قطع الإرسال فلم أصل إلي إجابة محددة، وأنا شخصياً أتمني أن أعرف السبب حتي أتحاشاه مستقبلاً".


وأشار إلي أنه لا يحب الدخول في تصادم مع أجهزة الدولة، وقال «أنا رجل مصري ولن أقدم أي شيء يضرها، وحريص علي أن أقدم كل ما يخدم مصر، لذا أحاول تنفيذ أي شيء يطلب منا، وخلال الفترة المقبلة سنحاول تصويب كل الأخطاء التي يراها المسئولون في القناتين اللتين أتولي إدارتهما، سواء كانت بإلغاء برنامج أو تغيير سياسة القناة كلية».


وأكد عبدالرشيد أن الهجوم الذي شنه الإعلام التليفزيوني خلال الفترة الماضية علي القنوات الدينية كان المقصود منه قناتي «الناس» و»الخليجية»، وليس المقصود منه قناتي «الحافظ» و«الصحة والجمال»، مستطرداً «لكن لأن القنوات الأربع تتبع شركة واحدة تم إغلاقها جميعاً».


وقال «المحامية التي أثارت ضد قنوات (البراهين) ضجة واتهمتها بالإساءة إلي الدين الإسلامي بهدف الربح لا أعرفها وليس لي بها أي علاقة، ولو كانت هناك قضية فسيتم تداولها في المحاكم».


أما نبيل بدر، رئيس قناة البدر الفضائية، التي تم إغلاقها منذ أيام، فقال إنه سيلجأ إلي قانون حماية المستثمرين ليأخذ حقه الأدبي والمعنوي جراء إغلاق القناة.


وقال «لقد صرفت علي القناة 15 مليون جنيه، إضافة إلي أنني سأخسر أكثر بسبب قطع الإرسال عنها».


وأضاف «أنا أردني وقناتي ليست دينية، فلماذا يأخذونني بذنب هذه القنوات، واسم (البدر) الذي أطلقته علي القناة هو اسم جدي ولن أغيره ولا يشير إلي أي مضمون ديني».


يذكر أن لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشوري عقدت اجتماعاً عاجلاً قبل أسابيع برئاسة الدكتور فوزي فهمي، اقترحت فيه علي وزارتي الإعلام والاستثمار تشكيل لجنة من خبراء الإعلام لمراجعة تراخيص القنوات الفضائية الدينية التي يتم بثها علي القمر الصناعي المصري «نايل سات» من داخل المنطقة الإعلامية الحرة.


وأكد الاجتماع أن هذه القنوات تسببت في إثارة العديد من الحوادث الطائفية والدينية ولم تلتزم بميثاق الشرف الصحفي.


وطالت حملة «التأديب» الحكومية للفضائيات التي اتخذت موقفًا مناهضًا.


وشملت القرارات الصادرة عن مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية والتي اعتمدها أسامة صالح رئيس الهيئة العامة للاستثمار أمس إيقاف بث قنوات «الناس» و«خليجية» و«الحافظ» و«الصحة والجمال» التابعة لشركة «البراهين» العالمية بدعوي مخالفة الشركة لشروط الترخيص الممنوح لها، علي أن يستمر الإيقاف لحين توفيق أوضاعها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق