الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

«اللواء العربى» ليست للبيع.. وخبر «الأهرام» مكتوب بالبانجو!

«اللواء العربى» ليست للبيع.. وخبر «الأهرام» مكتوب بالبانجو!
بعد فضيحة الصورة التعبيرية.. جريمة أخري للصحيفة العريقة
الصحيفة المحترمة هي الصحيفة التي تقع في أخطاء مهنية بسيطة.. ولكنها تسارع بتصحيحها والاعتذار عنها.. أما الصحيفة العريقة فهي الصحيفة التي تقع في الأخطاء المهنية الكبيسة.. وتتمادي فيها.. وتصر عليها.. وليس لدينا نموذج عليها أفضل من صحيفة "الأهرام".

بعد فضيحة الصورة "التعبيرية" التي جعلت الأهرام مسخة الدنيا وسخريتها فوجئت يوم الجمعة الماضي بمحرر من بوابتها الإلكترونية يطلب مني تعليقا علي خبر شراء محمد متولي بطل الصفقة الجديدة لعمر أفندي صحيفة «اللواء العربى».. سألته: "هل صرح الرجل بذلك؟" أجاب بلغة عربية فصيحة: "كلا".. فقلت: "إذن انفِ الخبر بنفسك".. فقال: "انفِه أنت".. فقلت: "كيف أنفي خبراً اخترعتموه ونشرتموه أنتم؟!.. تصحيح الخطأ يقع علي من وقع فيه وليس علي من أصابه".. لكنه.. لم يفهم.

في ساعات قليلة أصبح خبر بيع «اللواء العربى» حديث الناس.. فالمصدر هنا الأهرام.. الجريدة العريقة التي لا تكذب ولا تتجمل ولا تنشر خبرا إلا بعد أن تتأكد من دقته وصحته ولو تأخرت سنة.

اتصلت بالدكتور طه عبد العليم مدير عام الأهرام شارحا له ما حدث بالضبط فإذا به يبادر من نفسه قائلا: إنه سيطلب من المحرر المختص رفع الخبر من الموقع والاعتذار عنه.. لكن.. لم تمر سوي دقائق معدودة إلا ووجدت الحبة أصبحت قبة.. والتراجع عن الخطأ مزيدا من الخطأ.. فقد نشروا أنني اتصلت بالإدارة العليا للأهرام طالبا رفع الخبر لكن الإدارة العليا رفضت حرصا منها علي حق المواطن المصري في معرفة ملاك صحفه.. بجانب " رغاوي " أخري معروفة في مثل هذه الأحوال.

وصعق الدكتور طه عبد العليم عندما أخبرته بما جري وكيف عجز مسئولو الموقع الإلكتروني عن فهم رسالته وكيف قلبوا الحقيقة وأصروا علي مواصلة الفضيحة ؟.. وأعترف بأنه انزعج وأجري اتصالا بالدكتور عبد المنعم سعيد وجري تصحيح الخبر بعد نحو يومين كاملين من المفاوضات والخرافات والاختراعات أصبح فيها خبر بيع «اللواء العربى» الخبر الأول في كل السهرات والتليفونات والبورصات.

وربما كانت الحسنة الوحيدة لهذه الجريمة التي ارتكبتها الصحيفة العريقة بأعلي درجات النميمة هي أنها قاست لنا مدي قلق المصريين علي «اللواء العربى» وخوفهم من أن تنال مصيرا سبقتها إليه غيرها من الصحف.. وفي الوقت نفسه منحتنا فرصة كشف كل ما لدينا بشفافية لا يصل إليها غيرنا:

(1) لم تتعرض «اللواء العربى» منذ اليوم الأول إلي خسارة مادية وتحقق ربحا سنويا مناسبا يعود علي تطوير مهمتها الصحفية اسبوعيا وهي في الوقت نفسه تسدد كل ما عليها من ضرائب وتأمينات أولاً بأول واسألوا يوسف بطرس غالي.

(2) إنها تحملت أعباء عدد لا بأس به من المحررين والكتاب تركوها للعمل في صحف مصرية وعربية أخري دون أن تتخذ ضدهم أي إجراءات قانونية أو نقابية رغم أنهم لا يزالون علي ذمتها الوظيفية.. فنحن نعترف بحق الكاتب في النشر قبل أن نعترف بحق القارئ في السبق.

(3) عندما قيمت شركة «اللواء العربى» (وهي شركة مصرية مساهمة طبقا للقانون) عند واحد من أكبر مكاتب تقييم الشركات تجاوزت قيمتها السوقية ما يتداول من أسعار للصحف بما يجعلنا يصعب تصديقه وبما يجعلنا صحيفة مستقرة ليست في حاجة لمن يتدخل لينقذها أو يساعدها.

(4) وبعد أن حصلت «اللواء العربى» علي رخصة الإصدار اليومي قررت الجمعية العامة للمساهمين الموافقة علي بيع نسبة صغيرة من الأسهم بالسعر المرتفع الذي توصلت إليه شركة التقييم علي أن يعاد استثماره في الإصدار اليومي دون أن يتأثر أحد.. بجانب إقرار من المشتري ولو كانت نسبته واحداً في المائة بأنه لا صلة له بالتحرير ولا بسياسته التي يقررها وحده مجلس تحرير الصحيفة.. وكانت قرارات الجمعية العامة سيفا علي رقابنا يصعب النجاة منه.

(5) وفي ظل هذه الشروط جرت مفاوضات مع أربعة مشترين يمثل أغلبهم وكالات إعلانات وشركات ميديا وإنتاج درامي وغيرهم لكننا لم نصل إلي نتيجة مع أحدهم ولو حدث فإننا سنكون أول من نعلن ومن ننشر حتي لا نعطي فرصة للصحيفة العريقة أن ترتكب من جديد هذه الجريمة.

نحن صحيفة لن يتغير لونها.. مع الحرية ضد الديكتاتورية.. مع التسامح ضد التعصب.. مع الوردة ضد المسدس.. مع العدل ضد الظلم.. مع العقل ضد الخرافة.. مع الجمال ضد القبح.. مع النور ضد الظلام.. مع القارئ ضد الصحف العريقة التي فقدت أعز ما تملك.. الحقيقة.. والاعتراف بالجريمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق